مازال التشويق متواصلا في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث عواميد الدخان تتصاعد في أماكن وتختفي في أخرى. الوضع في سوريا تحول إلى ما يشبه الحرب الإقليمية الفوضوية بين 4 أو 5 أطراف أساسية، ويعزى هذا التحول من المواجهة الثنائية إلى طبيعة التحالفات على الأرض. ففي حين يصمد التحالف بين نظام بشار وإيران وحزب الله وروسيا، فإن مقاتلي المعارضة أصبحوا في وضعية معقدة مع تمايز كبير بين قوة الثورة الأساسية السورية وهي الجيش الحر السوري، الذي تنظم في ما يشبه التنظيم العسكري ذي الصبغة العلمانية، وبين التنظيمات المستوردة بالإتفاق مع المحور الخليجي ـ الأوروبي ـ الأمريكي كجبهة النصرة ومجموعة المقاتلين الجهاديين من دول شمال إفريقيا. وإزداد هذا الإنقسام بظهور واضح لنوايا حكم ذاتي كردي في سوريا، ويعزى هذا الظهور المفاجئ وسط الأزمة للقوميين الأكراد إلى إستخلاص للعبر من الوضعيتين التركية والعراقية، حيث في تركيا ورغم الحكم الطويل للمؤسسة العسكرية العلمانية فإن الأكراد لم يحققوا شيئا يذكر حتى في الإعتراف بثقافتهم، في حين أن تنظمهم وإنضباطهم وراء شخصية سياسية متوافق عليها مثل البارزاني في العراق جعلتهم الأ