الشرق الأوسط حاليا هو ملعب تلعب فيه أعقد لعبة إستراتيجية في التاريخ. هذا المقال ليس سردا للأحداث ولا وصفا للحقيقة كما هي، وإنما الأهم هو أنه يطرح أسئلة لا بد من طرحها، ويذكر أحداث لا يجب نسيانها. لمن له إطلاع على تاريخ المنطقة الحديث والمعاصر، لن تكون جديدة حقيقة أن إسرائيل، خارج نطاق صراعها مع الفلسطينيين، لا تأثير لها عسكريا في أزمات أخرى. منذ نشوء الدولة اليهودية في أواخر الأربعينات وهي تتفادى عن قصد الصراعات التي لا تعنيها. هذه السياسة العسكرية الإسرائيلية لها أسباب واضحة : لا تقحم نفسك في مالا يعنيك وأهم من ذلك، لا تخلق جبهة قتال جديدة غير ضرورية. حتى أزمة قناة السويس سنة 1956 كانت تعني إسرائيل بدرجة كبيرة، لأن تأميم القناة كان يعني بوضوح غلق منفذ تجاري وعسكري ثمين. لكن إسرائيل، رغم إنحيازها إلى كتلة الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة في حربها الباردة ضد الإتحاد السوفياتي، كانت دائما تتحاشى حتى التصريحات الناقدة للدول الشيوعية. إذن ما تفسير الضربة المفاجئة التي وجهتها إسرائيل البارحة لأهداف سورية؟ من المعلوم أن إسرائيل تم منعها من دخول أزمتي العراق وليبيا من طر...