"تبا." كانت الكلمة الوحيدة التي كنت قادرها على ترديدها لعدة مرات وأنا أفتح الطرد الذي تسلمته للتو : كانت عبارة عن قداحة وعدد من الرسائل المغلقة وقد كتب عليها تاريخ. كانت النادلة قد جمعتها بكل أمانة وكتبت عليها بقلم رصاص تاريخ تسلمها. بحركة لا واعية حاولت إشعال القداحة ولكنها كانت فارغة. أحد عشر رسالة، وقداحة. وصفة كاملة للأرق، خاصة أنني أعرف جيدا أن رسائلها طويلة جدا. "إياك أن تفهم شيئا لا أعنيه مما ستقرأه في رسائلي هذه. أنا لا أغازلك برسائلي هذه، ولو كنت أريد ذلك لفعلت. أنت أكثر من يعرف أنني أعني ما أقوله، وأتمنى أن لا تكون غبيا كغيرك من الرجال." أهو الغرور أم الثقة بالنفس؟ لم أكن أعرف، ولكنني متأكد تماما من أنها كانت بطريقة أو بأخرى قادرة على قول كل ما تريد، ولو توجب ذلك إختراع كلمات جديدة بإحدى اللغات الكثيرة التي تتقنها. "أعرف تماما، ككل النساء اللواتي يملكن دماغا يعمل، أنني أظلمك لو أتوقع منك، كرجل، أن لا تكون غبيا. قليل هم الرجال الذين يستطيعون التفكير أمام شقراء عارية. لست ألومهم على ذلك فالخطأ ليس خطأهم، ولكنني أحتقرهم من أجل هذا الضعف العج