Accéder au contenu principal

أعماق مظلمة ـ 4

"هل سمعت أو شاهدت أو حتى قرأت لامرأة ميتة تتحدث عن نفسها؟ هل تعرف مدى الألم الذي تحسه امرأة سعيدة؟ إن كان الرجل قد خلق ليطارد اللذة،  فالمرأة خلقت لتعيش الألم،  ولكن المرأة التي تتألم كثيرا تتحول إلى كائن قبيح ومزعج. تماما مثلي. وأنا أعترف بذلك لأنه لم يعد مجرد ألم،  بل أصبح الألم جزءا مني. "
" هناك توازن طبيعي لا غنى عنه لدى المرأة،  وهو ما بين الألم والأمل. إياك من الإخلال بهذا التوازن، فقد ينتج مسخا لا تقوى حتى على النظر إليه."
لم أكن يوما من هواة التداعي الحر في الكتابة، بل كان هذا النوع من الإبداع يقلقني كثيرا، ويصيبني عادة بالإحباط والضجر. أصلا هو أسلوب لا يصلح لقول أي شيء مفيد، ولا ينفع إلا في حالات السوداوية والإكتئاب. كنت أفضل دائما الكتابة الأكاديمية المنظمة كساعة سويسرية. تلك المقاطع الأدبية التي لا يمكن أن تكتب أحسن مما كتبت.
ولكن هذه الرسائل العبثية التي لا أجد لها تفسيرا بعد، أصبح لها فجأة معنى وقيمة. والآن حين أراجع نفسي، بعد أشهر من حصولي عليها، أكاد أجزم أن السبب وراء هذا المعنى والقيمة هو ما كنت أفهمه أنا، وليس ما كانت تعنيه هي. لو لم أكن معنيا بهذه الرسائل لما وجدت فيها أي شيء ممتع.
الفوضى في التفكير، في الجدال، في الكتابة والفن ليست مجرد موضة، ولكنها نوع من التشفير. نوع من تحويل المعنى الشخصي إلى فكرة أو أفكار. ولكن مهما أنكرنا، فالفوضى هي ما يحكم هذا العالم. وكل حياة الإنسان ليست سوى محاولة فاشلة للإنتصار على هذه الفوضى.
وهذه الفتاة النسوية العجيبة التي تكتب لي، في الماضي، رسائل لأقرأها وأنا في الحاضر، باحثا عن سر إختفائها من حياتها المعتادة، ومقهاها المعتاد، ورفقتها المعتادة، هل هي على صحة نفسية جيدة ؟ هل أنا أبحث عن المعنى بقسوة وسط خربشات لا معنى لها ؟
ألست أفعل ذلك أيضا كل يوم مع أشياء أخرى ؟ فلماذا لا أتحمل رسائلها أيضا علّها تكون بديلا أفضل لما يسميه الناس ثقافة هنا، وهي منتجات غارقة في الإنحطاط والسفالة والنذالة ؟
أصبحت أقرأ ببطء أكثر، وبحذر. كنت في تلك المرحلة العجيبة من حياتي، ألتهم الكتب إلتهاما، كان الكتاب العادي يصمد لمدة أقصاها أسبوع قبل أن يبوح لي بكل أسراره وخفاياه. كنت أعيش تلك المرحلة التي لا يعيشها كثيرون، حين لا يقف بين الإنسان والعبثية سوى الكتب والجعة والسجائر.
ولكنني أصبحت أخشى مع هذه الرسائل الغريبة، الموغلة في السوداوية والميلانخوليا، أن أكتشف حقيقة مفزعة لا أستطيع تحملها. أولئك الذين لا يعرفون هذا الشعور مع القراءة يعرفونه حتما مع أفلام الرعب، حين ينتابك قلق وجودي وألم بالمعدة وتتحفز خلايا جسدك كلها كما لو كانت ستهرب منك في أية لحظة.
"لا أعرف متى ستحصل على هذه الرسائل، ولا حتى إن كنت ستحصل عليها حقا. لكنني آمل ذلك، فأنا أستعد لرحلة طويلة الآن. أعرف أن ما أقوله يبدو مفزعا كما لو كان رسالة إنتحار ولكنني لن أنتحر. بالعكس، كل ذلك الحزن والتعاسة والألم الذي عشته في حياتي جعلني أتوق أكثر إلى الحياة، لا إلى الموت."
هذا خبر جيد على الأقل، فهي لن تنتحر، وهو أهم خطر قد يتهدد حياة هؤلاء. وحين أقول "هؤلاء"، فأنا أقصد نوعا من الأشخاص يبدون "فكرا حرا"، ينتفضون ضد كل أنواع السلطة في العالم (كنوع من إيجاد التوازن مع حقيقة أنهم يخضعون في الواقع لسلطة أو سلط أخرى)، فوضويون وعادة هم ضد كل ما هو تقليدي، ولكنهم يحملون شخصيات عاطفية جدا ورقيقة شديدة التأثر ولا أعرف لماذا يبدون لي في النهاية أطفالا بنفس طيبة وأنانية وبراءة الطفل.
ولكن هذا العالم لا يرحب بالأطفال، بل في أفضل الحالات يمنحهم هدنة حتى يصبحوا كهولا.
"إنه عالم من العبيد لا قيمة فيه إلا لما له قيمة. وإن كان هذا يبدو لك مجرد هراء، فهو كذلك. أعرف أنك تحك أنفك وتقول لنفسك أنني عدت إلى فوضاي اليسارية المحافظة، وقد أكون فعلا كذلك، ولكن ذلك أقصى نقد قد تستطيع توجيهه لي وأنت تعلم جيدا أن العالم الذي يلهث وراء القيمة لا قيمة له."

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

GNS3: Simulating a 100% opensource site2site VPN using Wireguard, VyOS and OpenVSwitch

 This is something I had in mind but didn't find the time to accomplish before. It just took a very cold day to convince me that I have to play with Wireguard on VyOS. I used GNS3 of course, on my personal Linux laptop to create this setup. Of course the performance was not that great since it is just a simulation.  In real life, I am using Wireguard on a 10 years old Raspberry Pi Model B and amazingly with just a 700MHz single core ARM CPU and less than 512 MB of RAM I had a decent and stable permanent Wireguard tunnel. (My bandwidth would reach 24 Mbps without issue) Back to my simulation, this is what it looks like : Quick explanation: the VYOS routers labeled IPERF1 and IPERF2 are only used for an iperf3 test, which was able to reach about 50 to 60 Mbps each time. It ain't much but it was honest (and free) secure bandwidth! I won't get into the details of this setup but I will just post the two most important configurations : R-East and R-West : #### VYOS WireGuard Site...

GNS3 on Manjaro/Arch Linux: How to create virbr0 for NAT to work

Problem: You can't add a NAT connection to your GNS3 simulation, and you get the error : "ERROR template_manager:226 Error while creating node from template: NAT interface virbr0 is missing, please install libvirt" Steps to resolve: 1- Create a file named /tmp/default.xml 2- Paste this content and save: <network>   <name>default</name>   <bridge name="virbr0"/>   <forward mode="nat"/>   <ip address="192.168.123.1" netmask="255.255.255.0">     <dhcp>       <range start="192.168.123.2" end="192.168.123.254"/>     </dhcp>   </ip> </network> 3- Execute the following commands in your shell : virsh net-define /tmp/default.xml sudo virsh net-start default sudo virsh net-autostart default  

Les 69 bonnes raisons de préférer la bière aux femmes:

J'ai trouvé ça sur Facebook et j'ai trouvé marrant. 01- Une bière froide est une bonne bière 02- On arrive toujours a faire mousser une bière 03- Une bière est toujours prête et humide 04- Une bière n'a jamais la migraine 05- On peut consommer 2 bières en même temps sans complications 06- Une bière n'est jamais jalouse d'une autre 07- On n'a pas besoin de raconter des mots doux a une bière pour se soulager 08- Une bière, ça se commande 09- En soirée, on peut toujours se taper une bière 10- Une bière ne parle pas 11- Une bière reste consommable 28 jours sur 28 12- Quand on finit une bière, on peut récupérer la consigne 13- Quand on ne la finit pas, elle ne fait pas la gueule 14- La bière ne donne que PARFOIS mal a la tête 15- On peut rester actif après s'être taper une bonne bière 16- Même la bière belge n'est pas stupide 17- Une bière est non violente 18- Une bière n'est jamais complexée 19- On voit toujours facilement a l'intérieur d'une biè...